أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"
  • أ. د. نيفين مسعد تكتب: (عام على "طوفان الأقصى".. ما تغيّر وما لم يتغيّر)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (بين موسكو والغرب: مستقبل جورجيا بعد فوز الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية)
  • د. أيمن سمير يكتب: (هندسة الرد: عشر رسائل للهجوم الإسرائيلي على إيران)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (من المال إلى القوة الناعمة: الاتجاهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا)

حلفاء الأسد في لبنان وحجة اللجوء السوري

20 فبراير، 2019


من أغرب الامور أنه بعد كل ما قام به بشار الاسد في لبنان وسورية ما زال هناك سياسيون جدد على الساحة الوزارية اللبنانية يهرولون الى دمشق لأخذ بركة رئيس اصبح رهينة روسيا وايران، فالبعض في السياسة اللبنانية ما زال يصر على عودة النفوذ السوري الاسدي علماً أن نفوذه محلياً في سورية أصبح في أيدي غرباء روس وإيرانيين جاؤوا ينقذونه ويأخذون البلد الى مستقبل مجهول.

حجة الوزير اللبناني المعني بالنازحين أن موضوع اعادة السوريين الى بلدهم هو الذي جعله يرى ضرورة التوجه إلى دمشق، وهذه الحجة غير مقنعة لأنه رغم ما قال الأسد في خطابه الأخير تبدو عودتهم موضوع ابتزاز من النظام.

يقول النظام إن من شارك في الحرب السورية لن يعود، وكأن النظام بريء من القتال، في حين أنه أشعل الحرب التي كان بالامكان تفاديها لو ردّ بشكل مسالم على احتجاجات بريئة من أهالي درعا، ولو تجنب الردّ بالقصف والقتل والتعذيب. ويعرف معظم اللاجئين السوريين اليوم أن عودتهم تعني إما سجنهم أو تعذيبهم أو أخذهم الى التجنيد، وإضافة إلى ذلك ما يجري حالياً في سورية من تشييع مدن بواسطة الايرانيين المدنيين الذين تغلغلوا في البلد. ورأينا أولاداً سوريين يدرسون إما الفارسية أو الروسية تكريماً للقوتين الحاميتين لرئاسة الأسد.

صحيح أن لبنان يعاني بشكل مأسوي من اللجوء السوري لأن مشاكله الاقتصادية متراكمة وعبء الوجود السوري ثقيل على بلد يعاني جزء كبير من شعبه من أوضاع معيشية مزرية، لكن حل مشكلة اللاجئين السوريين أعمق وأكثر تعقيداً من استعجال زيارة دمشق لوزير جديد تابع لزعامة سلّمت أمرها إلى نظام بشار الأسد.

قضية عودة النازحين السوريين لا يمكن إلا أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين التي وضعت أسساً لهذه العودة، فلا أحد يتمنى توطين هؤلاء في لبنان لئلا يكونوا مشكلة تضاف إلى مشاكل أخرى. ولكن، هناك شروط لاعادتهم الآمنة. فهل بالإمكان أن تضمن ذلك روسيا التي تدعي أن لديها مبادرة لاعادتهم؟ تبدو المبادرة فارغة من المضمون لأن عدد الذين عادوا قليل نسبة إلى عدد اللاجئين الموجودين في لبنان. وحتى الآن لم تحصل الأمم المتحدة ومفوضيتها للاجئين على أي ضمانات لا من دمشق ولا من حاميها الروسي بالنسبة إلى شروط العودة.

مباركة النظام السوري للوزير اللبناني الجديد لن تفيد إلا شخصه وطموحاته وفرحته بالمنصب. وهي ليست لحل مشكلة اللاجئين التي تتطلب حلاً سياسياً جذرياً للصراع في سورية. ولو كانت روسيا عازمة لكانت ضغطت على النظام لكي يدخل فعلياً في مفاوضات لحل سياسي في بلده على أساس قرار مجلس الأمن ينهي الحرب السورية.

مشكلة اللجوء السوري في لبنان تطرح أيضاً مشكلة النأي بالنفس التي لم يتم احترامها يوماً من "حزب الله" المشارك في الحرب السورية التي أدت إلى هذا اللجوء. وقال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في مقابلته مع نايلة تويني في "النهار" إن مشكلة اللجوء السوري ليست الأساسية في وضع الاقتصاد اللبناني. هي جزء منه، لكن الجزء الأساسي هو مسوؤلية اللبنانيين أن يعملوا ويجهدوا. وقال الحريري إن الحل هو عودة اللاجئين إلى سورية، لكن لا يمكنهم ذلك وهم مهددون بالقتل، وهنا مسؤولية الدولة اللبنانية.

وأعطى الحريري مثلاً عن نزوح اللبنانيين من بلدهم خلال الحرب الأهلية، قائلاً إنه لم يسمع أحداً يطالبهم بالعودة إلى ساحة الحرب، فمشكلة اللجوء السوري في لبنان أكبر من وزير تسلّم أمس منصبه وهرول إلى دمشق مصرحاً بأنه ذهب بعلم الحريري، في حين أنه قام بالزيارة متسلحاً بنفوذ حلفاء الأسد في لبنان.

*نقلا عن صحيفة الحياة.